«سيدتي» تكشف عن الوصية التي خصّتها بها عن ابنتها قبل رحيلها نجمة «ستار أكاديمي4» سالي: هذه هي الـ 45 يوماً الأصعب في حياتي!
كانت والدة وشقيقات سالي على موعد مع اللقاء الذي أعدّته «سيدتي» لهنّ في العدد 1389 حيث اتفقت معهن على الحديث عن سالي أثناء غيابها. وكانت الوالدة في غاية الحماسة للفكرة فهي لديها الكثير لتتحدث به عن ابنتها. ولكن، للأسف، كان الموت أسرع، وخطف الوالدة قبل أيام قليلة من صدور العدد. «سيدتي» زارت منزل عائلة سالي في شارع فيصل بمنطقة الجيزة لتقديم واجب العزاء. وكانت هذه المرة سالي هي التي تتحدث عن والدتها. فماذا قالت عنها؟ وبالتالي، ما الوصية التي توجّهت بها الوالدة لابنتها من خلال «سيدتي» والتي نكشف عنها في هذا العدد:.
توفيت كريمة والدة سالي بعد صراع مرير مع مرض السرطان أصابها منذ سنوات وداهمها بقسوة طوال شهر رمضان المبارك وقد تمكّن من هزيمة جسدها النحيل، لتصعد روحها الى بارئها ثاني ايام عيد الفطر المبارك. وكان سبق لـ«سيدتي» أن زارت أسرة سالي قبل شهرين ونصف الشهر وكانت سالي آنذاك في لبنان لتصوير احد أعمالها حيث التقت «سيدتي» بوالدتها وشقيقاتها وصديقاتها للتعرف عن قرب على حياة نجمة «ستار اكاديمي 4» ومراحل حياتها المختلفة، وكان المنزل يشعّ بهجة وسروراً والجميع يلتف حول والدتها «ماما كريمة» او «ماما نونة» كما كان يحلو لهم جميعاً أن يطلقوا عليها لطيبتها الشديدة وحنانها الذي يغمر الجميع، وقبل ان يخطر على بال احد ان الكثير من تفاصيل هذه الشخصية تجسد درامياً في العمل التلفزيوني «يتربي في عزو». أما الآن، فقد اتشح المنزل بالسواد لفراق الأم الغالية التي أبت أن تودّع «سيدتي» في زيارتها الأولى للمنزل دون أن توصيها بابنتها النجمة سالي، مؤكدة أنها تصارع مرضاً خطيراً قد يقضي عليها وأبت أن تفصح عنه، وتمنت أن ترعى المجلة موهبتها وتساندها وتقف إلى جوارها وكأنها تشعر بدنو أجلها
ســالي: كان صراخها في المستشفى يحطّمني
أما سالي فقد بدت متأثرة، وكان يصعب تصويرها في تلك اللحظات الحزينة والمؤلمة، حيث رافقت والدتها طوال 45 يوماً في المستشفى، وقد بذل الأطباء مجهوداً كبيراً للسيطرة على المرض الذي انتشر في جسدها.
قالت سالي لـ«سيدتي» والدموع في عينيها: الأمر كان قاسياً بالفعل. بل زلزل كياني. فوالدتي كانت كل شيء بالنسبة لي. ولم أجتهد بحثاً عن النجاح سوى لإسعادها، بعد أن كافحت لتربيتنا وإسعادنا. وأحمد الله أنني كنت إلى جوارها في محنتها الأخيرة والتي آلمتنا جميعاً حيث كانت تنتابها في المستشفى آلام مفزعة. وكان صراخها يحطّمني ويكاد يصيبني بالجنون، خاصة عندما
لا أفلح في التخفيف من آلامها وكنت أحتضنها دائماً وأنا أبكي بشكل هستيري وأدعو الله أن يشفيها ويريحها من هذا العذاب، وربما كانت أقسى اللحظات حينما قال لي الأطباء إن حالتها المرضية متأخرة بل وميؤوس منها، فانتظار الموت أمر رهيب، وخاصة حينما يحاول الإنسان في تلك اللحظات التخفيف عن أحبائه وإعانتهم على مواجهة مثل هذه الآلام.
وتنظر سالي قائلة: المنزل بدونها شديد الكآبة وألجأ دائماً إلى غرفتها لأشعر بالدفء والحنان رغم حالة البكاء الشديد التي تنتابني حزناً على فراقها كلما نظرت إلى صورتها أو سمعت كلماتها الرقيقة أو حتى «قفشاتها» وضحكاتها تتردد في أذني، فلقد كانت صديقتنا التي تنجح دائماً في احتوائنا نروي لها أسرارنا ونلقيها في آبارها السحيقة الأمينة عليها.
وتضيف سالي: كنت أظل مستيقظة إلى جوارها ليلاً لرعايتها خاصة إذا ما داهمتها الآلام، وأحياناً كانت
لا تنام سوى في أحضاني حتى تشعر بالراحة والأمان، وقد لا يصدقني أحد إذا قلت أنه لم يعد هناك شيء في الحياة يستحق الحزن بالنسبة لي بعد فقدانها.
دينا شقيقة سالي: واجهت والدتي المرض بشجاعة
أما شقيقتها الكبرى دينا ـ عازفة الهارب ـ فتقول: أحياناً، كنت أشفق على سالي من مواجهة آلام والدتي فالممرضات كن يبكين لآلامها، فما بالك نحن بناتها. فلقد كانت بالفعل تجربة قاسية لنا جميعاً فقدنا فيها القلب الحنون المحب الذي يفيض بالخير على الجميع، أسكنها الله فسيح جناته.
وتستطرد قائلة: كانت والدتي تشعر أن المرض قد تمكّن من جسدها وأن عليها أن تواجهه بشجاعة. ولذا، طلبت منا جميعاً أن نبقى إلى جوارها. ولهذا، لم تسافر سالي إلى لبنان لاستكمال أعمالها الفنية وعندما خارت قواها بالفعل وتم نقلها الى المستشفى حمدت الله أننا جميعاً إلى جوارها حتى تشعر أننا نساندها في محنتها ونشعر بآلامها التي تمزقنا جميعاً.. لا تفارقني نظراتها الأخيرة لنا أنا وشقيقتاي: دينا ورانيا وشقيقنا الأصغر عمر وتقبيلها لأيدينا التي كانت ترفعها إلى فمها بيد مرتعشة خائرة.. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته